المدير Admin
البلد : عدد المساهمات : 96 نقاط : 215 تاريخ التسجيل : 12/04/2009
| موضوع: أصغى لا إلى نشاط ذهنك بل إلى نشاط وحيوية قلبك الثلاثاء يونيو 09, 2009 12:18 pm | |
| أصغى
لا إلى نشاط ذهنك بل إلى نشاط وحيوية قلبك
ابحث عن التردد الإلهي
هل تعتقد أن إيماننا في الله يجب أن يكون أضعف من إيماننا وثقتنا في شبكة البث والإذاعة؟ ربما يأتي وقت وتتوقف شبكة الإذاعة. ربما تخيب آمالنا في يوم ما, لكن الله لا يمكن أن يفعل هذا أبداً. لقد أعطانا كلمته. لقد وعدنا أنه يقودنا بالروح القدس ويمكننا من أن نعرف صوته. لذا, إن كنا نواجه صعوبات في هذه النواحي, فنحتاج أن تتوقف عن لوم الله ونبحث لنكتشف أين الخطأ. في الواقع, ليس من الصعب أن نفعل هذا. إن كان لدينا مشاكل في سماع صوت الرب, فعادته ما يرجع إلى واحدة من هذا الأسباب الأربعة:
1- لأننا لا نؤمن أنه يتكلم إلينا
2- لأننا لا نصغي له.
3- لأننا نسمح ببعض التشويش الذهني ليحجب صوته عنا.
4- لأننا لا نعرف بالتحديد التردد الذي يتكلم عليه.
النقطة الأخيرة هي التي أريد أن اركز عليها. كيف تحدد بالضبط التردد الذي يستخدمه الله ليتكلم إليك؟ دعني أخبرك أين تكمن المشكلة. أنت لا تستخدم المجدافين الجسديين اللذين على جانبي رأسك- أذناك الطبيعية - لتسمع صوت الله.
يحاول كثير من المؤمنين أن يسمعوا الله بهذه الطريقة. يعتقدون أنه أن تكلم الله إليهم بصوت مسموع سينتهي الأمر. لكنهم مخطئون. آذاننا الجسدية لم ُتصمم لتسمع صوت الله. لقد ُخلقتنا لنسمع الله في أنساننا الداخلي أو ما يسميه العهد الجديد: "إنسان القلب الخفي" (1بط 3: 4).
" 7 لِهَذَا يَقُولُ الرُّوحُ القُدُسُ: اليَومَ، إنْ سَمِعتُمْ صَوتَ اللهِ، لاَ تُقَسُّوا قُلوبَكُمْ كَمَا حَدَثَ في المَاضي، يَومَ تَمَرَّدْتُمْ، يَومَ جَرَّبَهُ شَعْبُهُ فِي البَرِّيَّةِ". (عبرانين 3: 7-.
لا يقود الله أولاده بأصوات خارجية أو علامات أو أمور مثيرة للإعجاب, لكن الله يقودنا من خلال الشهادة الداخلية التي لإنسان القلب الخفي. لذا, أن كنت تريد أن تجد تردده الإلهي, فأول شئ يجب أن تفعله هو أن تضبط تردد – ليس عقلك- بل قلبك.
تعلم أن تميز
كيف تفرق بين عقلك وقلبك؟
نتكلم كتابياً: رأسك هي نفسك المكونة من العقل والإرادة والمشاعر. وقلبك هو روحك الذي لب كيانك الداخلي الذي ُولد ولادة جديدة واتحد بروح الله. لتميز الفرق بين صوت نفسك وصوت روحك يمكن أن يكون تحدى يحتاج إلى حكمة روحية لتفعل هذا. لكن يخبرنا الكتاب بوضوح كيف ننمى هذه الحكمة:
نستطيع أن نفعل هذا بأن نقضى وقتاً في الكلمة المكتوبة. يخبرنا عبرانيين 4: 12 "فَكَلِمَةُ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ. إنَّهَا أَمضَى مِنْ أَيِّ سَيفٍ ذِي حَدَّيْنِ، فَتَختَرِقَ الحُدودَ الفَاصِلَةَ بَينَ النَّفسِ وَالرُّوحِ، وَبَينَ المَفَاصِلِ وَالنُّخَاعِ. وَهِيَ تَحْكُمُ عَلَىْ أَفكَارِ القَلبِ وَمَشَاعِرِهِ". كلمة الله هي صوت الله في أفضل صورة محسوسة.
يتفق الله دائمًا مع كلمته المكتوبة ودائمًا كلمته المكتوبة تتفق معه. الأكثر من هذا يقول مزمور 138: 2 "لأَنَّكَ قَدْ عَظَّمْتَ كَلِمَتَكَ عَلَى كُلِّ اسْمِكَ". هذا يعنى أن الله وضع اسمه على كلمته المكتوبة بذات الطريقة التى نوقع بأسمائنا عندما ننهى عقد. لقد أعطانا الله كلمته كعهد (كعقد) ووقعه في اسم يسوع بدم يسوع.
ولأن الله لا يمكن أن يكذب, فلا توجد أي فرصة أن يفعل الله شئ أو يقول شئ يضاد كلمته. لقد ادمج نفسه بكلمته للأبد. لذا أول مكان يأخذنا إليه الله ليدربنا على تميز صوته هو من خلال كلمته المكتوبة. فالله يستخدم كلمته ليضبط بها آذاننا الروحية لنميز الصوت الحقيقي, لأنه عندئذ سنعرف المزيف.
هل شاهدت من قبل ممثل يقلد شخصية أحد المشاهير؟ إن كان بارعاً فيما يفعله, ستقول في نفسك: أنا أعلم من هذا الشخص فهو مزيف. أنه كذا .. وكذا.. لكنه يبدو مثل الرجل الذي يمثله بالضبط. لكن إن وضعت الرجل الحقيقي بجوار هذا الرجل المزيف سيظهر الفرق بوضوح. إن رأيت الشخصيتين في ذات الوقت معاً ستقول "هذا المزيف لا يشبه الرجل على الإطلاق."
هذه هي ذات الطريقة مع كلمة الله المكتوبة. كلما تعرفها أكثر كلما تسمع صوت الله يتكلم لك من خلالها أكثر وكلما يسهل أن تميز الفرق بين صوته وباقي الأصوات الأخرى. سيسهل عليك أن تعرف الفرق بين نفسك وروحك وتميز الفرق بين صوت رأسك وصوت روحك.
عندما تصبح متدرباً في سماع صوت الله في كلمته, لن يقدر إبليس أن يسرب إليك مكراً وخداع. فعندما يحاول أن يهمس.. ويوشوش في أذنك ببعض الأصوات التي تبدو متدينة مثل: "أنا أحبك يا ابني, لكنها ليست مشيئتي أن أشفيك في هذا الوقت". فلن تمرق عليك هذه الخدعة. ستنهض وتقول: هذا ليس صوت الله. هذه كذبة من الجحيم لأنها لا تتفق مع ما تقوله الكلمة "أننا بجلداته قد شفينا."
دعني أنبهك قليلاً: لن تنجح في هذا النوع من التدريب الروحي إن كنت تقرأ الكتاب قراءة عابرة بين حين وأخر. لن تنجح في هذا التدريب بمجرد المعرفة السطحية للمكتوب أو إن كنت تخلط كلمة الله بأرائك الشخصية ومعتقداتك. إن كنت ترغب بصدق في أن تتعلم أن تسمع صوت الله في الكلمة, عليك أن تفعل بالضبط ما أخبر به الله أحاز أن يفعله. عليك أن تصغي إلى الكلمة. عليك أن تتنبه إلى ما تقوله.
ركز انتباهك
الإصغاء هو أكثر من مجرد موافق (تصديق) عقلي للمكتوب. أكثر من مجرد قولك "آه نعم, هاليلويا, آمين." أن تصغي يعنى أن تثبت تركيزك على ما تقوله الكلمة وتأخذ قراراً حاسماً أنك منذ هذه اللحظة سترى الأمر بالطريقة التي يراها الله بدلاً من الطريقة التي اعتدت أن تنظر بها.
لكي تفعل هذا تحتاج أن تنفذ ثاني أمر طلبة الله من أحاز أن يفعله: تحتاج أن تهدأ وتسكن. تحتاج أن تصمت كل الثرثرة والشوشرة الذهنية التي اعتدت عليها وتتوقف عن التفكير بآرائك ومعتقداتك وتصغي.. تصغي بالفعل إلى ما تقوله الكلمة.
هل تعرف انك تستطيع تقرأ كم ضخم من المكتوب ولا تسمع حقاً ما يقوله الله من الكلمة؟ هذا هو ما يفعله كثير من المؤمنين في أغلب الأحيان. وهذا ما يحدث: نقرأ شاهد أو اثنين وشىء ما بهما يلفت انتباهنا فتجر خلفها قطار من الأفكار. ربما نبدأ نفكر عما قالته "عمتي سالى" عن هذا الشاهد. أو ما قاله "جدي" عن هذا الموضوع. أو كيف فسر "القس...." هذا الشاهد. أو ربما يضل ذهننا لنفكر في شئ مختلف تمامًا عن الأمر. كل هذا يحدث ونحن نقرأ الكتاب. و ننتهي في الأخر بفكره مبهمة عما قرأناه لأننا لم نصغي بالفعل إلى الكلمة. لقد كنا نصغي إلى آراءنا وأفكارنا الشخصية.
قراءة الكتاب بهذه الطريقة تشبه إطلاق طلقات مبعثرة على عش عصافير. وأنت بالفعل لم تصب أي شئ. لكي تسمع صوت الله من خلال كلمته, عليك أن توجه تفكيرك وتركز انتباهك في كل كلمة تقراءها. بدلاً من التصفح السريع للكتاب كأنك تقرأ مجلة أو جريدة, أقرأ الكلمة بتأنٍ وتروى.
ألهج بالكلمة وأنت تسأل نفسك: ماذا يعنى هذا الشاهد لي؟ كيف سيغير حياتي؟ أسأل الرب أن يعلن لك خصيصا ما يقوله من خلال الكلمة لك.
أقرأ كل شاهد وأنت لديك هذا التوجه: هذا هو الله يتكلم إلىّ وأنا سأفعل ما يخبرني به لأفعله. خذ قراراً حتمياً أنك ستعمل بهذه الكلمة وتخضع لها بنفس السرعة التي كنت ستعمل بها كلمة "الطبيب أو المحامى أو الصديق الذي تثق فيه".
قرر مسبقاً أنك لن تلوى الكلمة لتجعلها تتناسب وتتماشى مع أسلوب حياتك بل بالعكس, أنك ستشكل أسلوب حياتك ليتماشى مع الكلمة. بهذا التوجه ستنفتح أذنك الروحية لتسمع ما يقوله الله.
| |
|