ذات مرة، صباح يوم جديد من الأيام... عند شروق الشمس في كبد السماء... حيث تغريد العصافير بألحان السماء... وقف إنسان غريب آتٍ من مكان بعيد يريد أن يزرع وسط الناس أسراراً تفوق عقولهم، ويفك ألغازهم ويعلمهم السير نحو السماء، حيث حرية الإنسان... وسط عصافير السماء.
- فالتف حوله اثنان وقالا له: "علمنا كيف نصل للسماء؟"
- فقال لهما: "إن أردتم السماء، فلابد أن تتخليا عن الأرضيات وحب الفانيات لتربحاها بسلام".
- فقالا له: "كيف يكون ذلك ونحن نسكن في دنيا فيها الشر والخير أمام الأعيان؟".
- قال لهما: "من حفظ قلبه وصان عقله، فإنه يربحني، وبي سيدخل إلى قدس السماء .. حيث هناك عرش الإله وألحان الفرح أمام الديان".
فأخذتهما الدهشة، لكنه علم أفكارهما ولاحظ عيونهما
- وقال لهما: "السماء هي في داخلكم عندما ترغبان في فعل الصواب وتمسكان بأيديكما مفتاح السماء".
- فقالا له: "أين يكون مفتاح السماء؟".
- فقالا لهما : "أنا هو مفتاح السماء، ومن يتبعني سيصل ويجلس بجواري أمام الآب".
فلم يفهما بعد كل ما قاله لهما، ولمن عندما فكرا بامتنان...
- قالا له: " سنتبعك أينما تذهب، ولكن علمنا أين الطريق؟".
فأحبهما وعلمهما وأرشدهما وزرع السلام في داخلهما، وبعد ذلك مسك طفلاً صغيراً وقالا لهما: "صيرا مثل هذا الصغير، وتخليا عن ذواتكم الشريرة وتعلما صلاة الإيمان التي منبعها ابن الإله الذي في يده مفتاح السماء حتى تصيرا أنتم صلاة .. وتعاليا إليّ ومعكما آخرين حيث الخلاص للجميع في كل مكان وكل زمان. وستريان العجائب إن حفظتما كلامي، ولكن احترزوا من أن تفتر قلوبكما وعقولكما واعلما أن هناك صعاب فتحملاها بكل مشقاتها .. وحينئذٍ ستصيران في أمان".
فتركهم ومضى يبحث عن غيرهم ولديه رغبة مشتعلة بالحب، لخلاص الآخرين.